صفاء أحمد آغا
حكايات المخرج رشيد مشهراوي التي تحاكي دائما الواقع المعاش من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أتت هذه المرة على شكل قصاصات توثيقية من بؤرة الأحداث الدامية على يد مخرجين شباب يعيشون هذه المأساة لحظة بلحظة حيث إستطاعوا تقديم حكاياتهم السينمائية عن قرب و هذا ما يميز الفيلم الذي تم تنفيذه خلال الحرب، فهذا السينمائي شريك بكل ما يحدث، ومن هنا جاءت التسمية
المسافة صفر هذا المشروع الذي شكل رعابا وزلزالا منذ إنطلاق الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة فالمخرج رشيد مشهراوي وهو السينمائي الفلسطيني الغزاوي ،الذي قرر و منذ بداية الحرب في 7 من أكتوبر 2023 و حتى اللحظة التي نشاهد فيها أفلام ” المسافة صفر ” هنا بمهرجان الرباط لسينما المؤلف في دورته 29 والممتدة من 8 إلى 16 نونبر 2024 ، أن يكون الجسر بين السينمائيين الموجودين في الداخل وبين العالم من خلال تجاربه السابقة وعلاقته مع الإعلام والمهرجانات والقنوات التلفزيونية
حيث أن المخرج مشهراوي يرى حسب تصريحاته : أن الحقائق تكمن في التأثير النفسي للحرب والقصص المخفية والزوايا المهملة والشخصيات المهمشة والحياة التي تدب بين الأنقاض وروائح الموت ، حيث أن هذا كله لا يمكن رصده إلا عبر زاوية الفن ، وهذا ما يحاول تأكيده فيلم ” من المسافة صفر “
هذا هو المخرج رشيد مشهراوي الإنسان الغزاوي الأصل قبل الفنان الذي كعادته لم يتوانى بتقديم يد العون لبلده من موقعه الثقافي السينمائي بإقامة هكذا مشروووع قومي ثقافي يدعم فيه شباب غزة المثقف الطموح وزرع روح الأمل فيهم رغم ما يعيشونه كل لحظة من ويلات الحرب المستمرة فوق رؤوسهم و حثهم في حقهم على تقديم حكاياتهم السينمائية بالإمكانيات المتاحة أمامهم حيث قدمت هذه المجموعة المختارة من هؤلاء الشباب 22 فيلما قصيرا تتراوح مدته بين ثلاث وست دقائق ، قدمت فيها منظورا فريدا للواقع الحالي في القطاع
لنرى إبداعات وتصاميم سينمائية بنكهات مختلفة تحاكي آلام و مرارة أحلام تدمرت في ظل الظروف القاسية المعاشة لكن بنهايات أغلبها مبنية على أمل ويقين باللله تعالى بأن القادم أجمل تحت شعارهم الدائم تحت هذه الأرض ما يستحق الحياة